الحلقه التاسعه والأخيرة من برود ومطر


كان مطر ينزل السلالم، وكان وجهه ممتقع اللون، فمن طبع الجنوبي الخوف، ... والقلق بشأن المواقف الصعبة، لكنه في قرارة نفسه، يعد كلاما ما، يقنع به شقيق برود أنه مظلوم...

- السلام عليكم، ........ كيف حالك يا أبا حمد...
- بخير يا مطر، .. كثر الله خيرك، على سواد الويه... كثر الله خيرك، على الأمانة...
- إن كنت ستبدأ في السب والشتم، فسأتركك، إما أن تحترم نفسك، أو ترحل...
- ومن قال لك أني هنا لأتفاهم أو لأجلس، جئت لأخذ أختي وأخرج....
- ليس من حقك، أختك لا زالت زوجتي وفي عصمتي...
- ليس بعد أن تطلق، ستطلق شئت أم أبيت، الحق معنا، أنت لا تستحقها، ...
- بدون كلام فاضي، قلت لك لن تخرج، برود اصعدي لغرفتك...
- نعم اصعدي لجمع ملابسك أو بلا ملابس، في بيت أبيك خير، بعباءتك يا الغالية اركبي سيارتي، واتركي هذا النجس لعل نجاسته تطويه...
- تطول لسانك علي في بيتي، .....
- وجعك، ... لساني لازال أنظف مما يقال عليك في الخارج، ... يقولون بأنك شاذ تعاشر النساء جمعا على فراش واحد، ... أي دنيء أنت...
- هذا غير صحيح، ... مستحيل أن أفعل ذلك، ... كانت مجرد نزوة، مع واحدة..
- أي نزوة، ... شوف شخص ثاني تكذب عليه غيري، أنا أعلم عنك الكثير، فكم من مرة رأيتك سيارتك تقف أمام أماكن مشبوهة......
أحتد مطر، وبات مغتاظا، فقال بقوة: أخرج من بيتي......
- لن أخرج بدون شقيقتي....
وهم أبو حمد بشد برود من ذراعها، وهو يقصد الخروج بها، ... لكن مطر شدها هو الآخر... وقال : إن خرجت فهي طالق...
فألجمت برود من هول الصدمة، لكن شقيقها قال له: نعم هكذا، هذا ما كنا نريده، وفرت علينا الدرب يا الغالي، جزاك الله خير، ...
ثم التفت لبرود بنظرة حازمة وقال: والآن أخرجي معي ليقع ذلك الطلاق فنرتاح منه......

لكن والدة برود التي كانت تستمع على مقربة، همت سريعا، وقالت لابنها: لا يا ابني، ... الطلاق ليس حل، .... استهدوا بالله، ...
لكن أبو حمد شد برود من يديها، وهم بها نحو الباب، وبرود التي كانت ترتدي وشاح الصلاة، كانت مستسلمة، بينما تلتفت صوب مطر، الذي كان يقف كالتمثال مذهولا، مبحلقا فيهما، ...
ما كان يعتقد أن الأمر سيمضي هكذا، ما كان يظن أن أبو حمد جاد،... وشعر بالندم، كان يظن أنه لو هددهما بالطلاق، فإن برود ستخاف وتعود، وأبو حمد سيتركها ويرحل، لكنهما يتقدمان نحو الباب، وعظ على لسانه، ( ماهكذا تعالج الأمور يا مطر، ليس بالعناد، وليس بالتهديد ) قال في نفسه، ثم صرخ عاليا: أبو حمد رفجة عليك ما تطلع، .......... ثم أطبق شفتيه، عندما التفت أبو حمد نحوه قائلا: بشروط......
قال مطر يائسا: بشروط.... كل ما تامر فيه...

فدبت رياحين السعادة في قلب برود، واعتمر صدرها بالنشوة، وهي تنظر صوب ذلك الرجل المتحول، من أسد زاجر إلى قطة وديعة...

عاد أبو حمد أدراجة إلى وسط الصالة، وطلب من برود أن تصعد إلى غرفتها، ...

طلب مطر من أبو حمد الجلوس، وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...

فأسرعت الأم بإحضار الماء البارد، بينما مرت برود في طريقها للسلم، وبينما هي تسير، باغتتها رغبة في رفع سماعة الهاتف الداخلي في الصالة، وبحركة سريعة رفعت السماعة، كانت برود قد اعتادت على التنصت، أصبحت ترغب في معرفة كل شيء، حتى بات الأمر بالنسبة لها اعتياديا......

عندما صعدت إلى الغرفة، همت سريعا برفع السماعة بدا لها الصوت واضحا، ...... أكثر مما كانت تتمنى، ... وهذا بعض ما سمعت...

- بدون تجريح، .... أريد برود.. وعليك تفهم الأمر، هذه زوجتي، لست أول ولا آخر رجل يمر بنزوة... أسألك بالله عليك ألم تفعل ذلك يوما..
- شوف يا مطر، إذا بتبدأ في مهاجمتي، وتجري إلى مقارنات، سأخرج، جلست معك، لأخبرك كيف عليك أن تعامل شقيقتي، هذا كل شيء...
- نعم... ماذا تريدني أن أفعل...
- تترك البيت، ...
- ماذا....؟؟
- عليك أن تترك البيت، والآن، حتى تكشف طبيا، ويثت لنا أنك لا تحمل أمرضا خبيثة...
- هل أنت صاحي، ماهذا الكلام.. كيف أترك بيتي، ..ثم إني أأوكد لك أني بخير...
- لا يهمني كلامك أريد شهادة طبية......
- هل أنت جاد....؟؟ أي كلام هذا.....؟؟
- هل اعتقدت أنك ستفعل ما تفعل، ونبقى نتفرج عليك، وأنت تقود شقيقتنا للهلاك...... إما أن تفعل، أو ينتهي كل ما بينك وبينها..
- ماذا تعتقد أنك فاعل، ...... يبدو أنك شخص متسلط كما يصفك الناس..... إنك تحب تضخيم المشاكل.
- يبدو أننا لن نتفق أبدا.....
- كيف نتفق وأنت تطردني من بيتي......
- لم أطردك، أريد أن أطمئن على سلامة أختي..... ماذنبها لتدفع ثمن شهواتك، وعلاتك، حسبي الله عليك، طمرت وجوهنا في الوحل، وجعلتنا نكره الذهاب لوظائفنا، فعلتك أفقدتني هيبتي كمدير، ...
- وما شأن موظفيك بالأمر......
- ألا تعلم يا فطين، صورتك يتناقلها الناس عبر البريد الإلكتروني..... ألم تعلم بعد... فضحتنا وطمست رؤوسنا، حسبي الله عليك.....
- ماذا تقول......
شعر مطر، بنفسه كمن يهوي في بئر، لا قرار له،... وكأن الدنيا تلف به، ... فتناسى غضبه وصار يسأل: هل حقا ما تقول... من أخبرك بهذا......؟؟
- الجميع يعلم، ... إذا كيف علمت أنا، ... علمت من صورة جاءت على بريدي الإلكتروني في العمل، من موظف كنت قد فصلته قبل زمن.... أرأيت أي ذل ألم بنا........!!!
- معقول.......
- ماذا تعتقد يا مطر، الناس أجناس، ناس شافت الصورة وشقتها ورمتها، وناس شافت الصورة وضحكت وأرتها لغيرها، وناس تكرهك، نسخت الصورة ووزعتها عبر الإيميلات، ... وكل ينشر الصورة لهدفه الخاص،.. ولا أستبعد أن يقوم كل من يكرهني بنشر الصورة لإذلالي والنيل مني شخصيا، أصبح منصبي الذي أفنيت عمري عليه مهددا بسببك، أصبحت صورتك أداة كل شخص يرغب في الثأر من فرد من أبناء عائلتنا.....
- يال الهول....... إن كان ما تقوله صحيح، ..... لعلي أموت..... يال الهول...

ارتجفت برود من هول الكلام، وتساءلت هل يكون زملاؤها في العمل على اطلاع بالأمر، هل يمكن أن تكون الصورة وصلتهم أيضا، ...... يا إلهي إنه لأمر فظيع...


- تدري يا مطر، من يوم كنت صغير، كنت أراقب برود، وكنت أشوف كيف بدت تكبر وتلبس وتهتم بنفسها، كنت أقول يا حظ إللي بياخذها، ... أختي برود كانت أجمل من هالبنات اللي نشوفهم في التلفزيون، ... غريب أنك ما حافظت عليها.. غريب...
- الجمال مب كل شيء، ... كان فيه شيء ناقصني مع برود، ... كنت أحس إنها فعلا اسم على مسمى، برود قبل غير، باردة، .. خلاص ما أريد أتكلم في اللي فات، برود الحين غير، والله إني كنت أحبها من أول .. من أول حتى قبل أخطبها، ... كنت أراقبها يوم تسير الدوام، .. مرات كثيرة تصدف إنها تمر وأكون واقف عند الإشارة، مرات كانت توقف مقابل سيارتي عند الإشارة، ... أعجبت فيها، وفي شخصيتها من الأول، وكم من مرة سرت شغلها وشفتها من بعيد، ... بس بعد الزواج، حسيت إنها غير، شكلها برى شي، وشخصيتها شي ثاني...
- كيف يعني.. شفت منها قصور،
- لا، ما قصرت في شيء، بس شكلها رومانسي، وبعد الزواج لقيتها شكل بس، قلبها جامد، عقلها يشتغل أكثر من مشاعرها، حسيتها الريال وجني المرة، ... بصراحة برود كانت غير، .. والله ما أعرف شو أقول لك... بس اللحين تغيرت، تقول زارت استشارية، ... ما أدري وش هي، بس تغيرت برود بجد... صارت أحلى مما تمنيت، ويوم تغيرت رديت لها، بس ما تخيلت إني بدفع الثمن غالي، ما تخيلت...
- يعني أنت ما تدري من تكون الليزا.....
- لا .. يعني وش تكون....
- الليزا، بنت بنكو...
- من هي بنكو.....
- بسم الله الرحمن الرحيم... أنت اللحين وياها من سنتين ويمكن أكثر، ما تعرف من هي أمها...
- قالت أن أمها طبيبة، .....
- عشتوا، طبيبة شو.. طبيبة ( ...) متهكما... أمها يا الغالي بنكو، أكبر (ق....وا...دة) في بلادها، وكل الشباب كانوا يسافرون لها علشان تدبر لهم بنات، ...... وكانت تصور للشباب وتبتزهم، وقام واحد منهم اشتكى عليها وحبسوها يمكن من كم سنة، يعني بعد هذا جات ليزا البلاد، جابها واحد ينقال له ( ) عاشرها كم من يوم ثم تركها، وليزا كانت تشتغل عن أمها تقدمها للشباب المريشين الهاي هاي، ..
- أنت شو تقول، ليزا جاءت مع فرقة للغناء.... كانت تغني....
- هاي هيه، أنت وين، وين لايث، ...... أخوي، شكلك مولي، ...؟؟ يالغالي، ليزا كانت مرموطة في الفنادق، تدق باب الغرف، تبيع جسدها للمقيمين في الفنادق، وأنت مكرم، .. ويوم تعبت، حاولت تترقى وتغني في الفندق، ويقولون مدير الفندق، اتفق وياها يقدمها للهاي هاي، وياخذ نص الأتعاب، وسوا لها إقامة باسم الفندق، عاد مالقا ( لم يجد ) شو يوظفها قام حطها برتبة مغنية، هها هها، ...


ذهل مطر، وبات يعلق عينيه بأبو حمد، .. غير مصدق، لكنه يستعيد الأحداث، ويطابقها بكلامه، ويجد أنه يقول الصدق...
تابع أبو حمد الحديث: وأنت تقيم علاقة مع امرأة لا تعرف عنها أي شيء، .. ما هذا العبط...؟؟
- وكيف لي أن أعلم، كانت تقيم في الفندق، تغني في المساء، ولديها إقامة سارية المفعول، وفرقة تعزف، وفي الليل لا رفيق لها سواي....
- عاد شو رايك، ...في الليل معك، والصبح مع ألف رجل غيرك...

- كيف، إنها لا تغادر الفندق...
- ومن قال أنها تحتاج مغادرة الفندق عملها يا عزيزي في الفندق، ... ما بالك لا تفهم، .. ألم تزر فنادق من قبل، ألم تمر بتجربة من هذا النوع ألم ترى بنفسك ما يحدث كل دقيقة، ألم تر كيف تدق النساء العاريات أبواب الغرف التي يسكنها رجل بمفرده، ما بالك لا تستوعب...
شريط من الأحداث، والمواقف تمر أمام مطر، ...... كان يتصل بها صباحا كل يوم فلا ترد، دائما مشغولة، ودائما مرهقة في الليل، ... ....... أمور كثيرة تساقطت من ذاكرته الواحدة تلو الأخرى.... صمت مطبق خيم على المكان....
وفجأة دخل شقيق مطر، مفشيا السلام .. فقام أبو حمد لتحيته: وعلكيم السلام ورحمة الله، كيف حالك يا أبو إبراهيم،
- بخير .. الحمد لله على كل حال، كيف حالك أنت...
- كما ترى، ولله الحمد والمنة، ..... كنت أخبر مطر عن ليزا أشياء يبدو أنه لا يعرفها....
- هل تعرف عنها أنت أي شيء...
- نعم الكثير..
- وكيف ذلك...؟؟
- عملنا يا أبو إبراهيم، أم أنك نسيت أي منصب أشغل....
- نعم صحيح، لعلك إذا قادر على مساعدتنا، .. كدت أنسى أنك تعمل في هذا، ليتك تساعدنا، ..
- إني على اطلاع بالأمر، ... ونحن نحاول، كذلك ثمة شخص آخر تدخل، لا أعرف من، هناك جهة أخرى بدأت تهتم بالأمر.... هل كلمتم أحدا...
- من جهتي لم أفعل بعد..
- ماذا عنك يامطر...
- لا،.. لم أتصل بأي أحد بعد.
- لعلهم رفاقك إذا.. فقد وصلنا أن جهة رسمية أخرى تبحث عنها...
- يا الله، سخر لنا الناس، الحمد لله، إن شاء الله يصلون إليها، فقد بت لا أنام يا أبو حمد، طوال الوقت أفكر ماذا ستفعل لا حقا بنا...
في هذه الأثناء كنت في طريقي للبيت بعد يوم طويل وشاق من الإستشارات المتتالية، عندما اتصلت بي صديقتي من الشرطة: لدي أخبار مهمة، ...
قلت بسرعة: هاتي ماعندك..
قالت: المرأة التي تبحثون عنها تقيم في شقة في الشارع الفلاني، مع موظف كان سابقا يعمل في الفندق الذي تعمل فيه، .. ولدي معلومات تقول بأنها قضت ساعات يومها الأولى في استديو ( ) .. وبعد أن تحرينا الأمر، علمنا أنها تزور هذا الأستديو من أسبوع تقريبا، حيث بدأت معه في طمس صورتها في فيلم فيديو مخل يجمعها برجل مواطن، يبدو أنه الرجل زوج عميلتك، يبدو أنها تخطط لنشره.........!!!

قلت بخوف: لا ....... يا إلهي، تتحرك هذه المرأة بسرعة أكبر مما نعتقد... علينا فعل شيء ما.. هل يمكنكم إيقافها.........
- بالطبع يمكننا، لكن ليس بدون بلاغ رسمي، إن فتح البلاغ فورا سيتم إيقافها... وبدون البلاغ، لا يمكننا عمل شيء، فقد جمعت لك المعلومات بطريقة شخصية، ساعدني زملائي في ذلك، ... كما تعلمين، هذه أمور غاية في الحساسية...
- نعم فهمت...... سأتصرف، وأرد عليك..
- اسمعي، إن رغبتم في فتح بلاغ، فالآن هو أفضل وقت، كما أني أنصحك بفتحه لدى فلان، إنه أكثرهم تكتما، أوصيته بنفسي عليهم، كما أصبح على اطلاع بالحكاية كاملة، .....
- هل بدأت التحرك...
- نعم، كان علي فعل ذلك...لم يعد أمامكم وقت، إنه في انتظاركم..
- أشكرك من أعماق قلبيالحب يا صديقتي، هو الشيء الوحيد الذي جعلني اصمد، الحب هو الشيء الوحيد الذي جرفني نحو الصمت، والهدوء وقوة العزيمة،

كنت اتأمل مطر من كل جهاته، كنت انظر للفارس الجذاب الذي كان يسكن معي كل هذه الفترة ولم أكن أشعر به، ...






أفكر إن كنت قد عملت لي سحرا جعلني احبه هكذا، احبه حتى أكاد أغرق معه في بحر من المتاعب، أحبه حتى أكاد اقف معه لأنقذه، وهو الذي طعنني بسكين الغدر سابقا،

واستغرب كم من الأيام والليالي مرت قبل أن أشعر بتلك الجنة الجميلة التي تسكن تحت أقدامنا، كان الحب قريبا، وشيكا، كان الحب عذبا صافيا، لولا أني أضعته، سنوات وسنوات،

أتأمل يا أخيتي، كيف أن اللحظات الجميلة التي كانت تزورني في أحلام يقضتي القديمة، كان بأمكانها ان تحقق مع مطر، لولا اني اسأت التصرف، ولولا أني لم أفهمه،

أنظر أليه اليوم، أنظر إلى سعادتي التي تقبع في حياتي معه، انظر إلى الحب الكبير الذي ينتظرني في قلبه، أشعر أني ملكة، لكن .......... أه من كلمة لكن، ... فبعد ان اكتشفت كنز الحب، ... بات حبيبي مزجورا عني بالسلاسل.........!!!!

وأسأل نفسي لماذا لا تكتمل الأفراح، ولماذا يأتي الحب متأخرا، ولماذا تأتي السعادة ناقصة، ........

فقط لو يتركنا العالم، ..... لو نهرب إلى جزيرة بعيدة، ليوم واحد واحد فقط، تصفوا فيها اجواءنا، لنعيش الحب الذي حرمنا منه طويلا، .....

أبعد ان استعدته، أبعد أن تأكدت من حبه لي، ابعد أن احببته، يضيع مني هكذا... سبحان الله في تصريفه للأقدار، ...... وأظن أن في ذلك حكمة، فلعل في ذلك حكمة....!!!!



كنت قد اتصلت ببرود، وأنا لا زلت في طريقي إلى البيت، .. اتصلت بها لأخبرها بالمعلومات التي حصلت عليها، ....... لكني فوجئت باسترسالها، في بث مشاعرها، وهمها الذي يباغتها كل حين.......

-برود، يمكنني سماعك لوقت اطول بعد ان نقوم باللازم، دعيني اخبرك بما عندي فلم يعد امامنا متسع من الوقت، .......... بعد ذلك سأسمعك، اعدك...

-ماذا هناك........؟؟

-حصلت على عنوانها، ... ولا بد من أن نتحرك، .. فليزا تدبر امرا أسوأ يا برود.......

-كيف علمت، ........ وما هو الأسوا...؟؟

-علمت بطريقتي، ... ليزا تخطط لتنشر افلاما خاصة تجمعها بزوجك، ......

ذهلت برود، وكأني سمعت هيجان قلبها الذي بدأ يطرق كالطبول، ...

-ماذا قلت....... هل هذا صحيح، لا يمكن، لالا لايمكن، ماذا تريد أن تفعل بي اكثر، سأمت، ... لم أعد احتمل... لا تقولي أن الأمر جاد... كيف علمت..

-لم يعد امامنا وقت، ...... عليك أن تسرعي باخبار زوجك، بأن يفتح بلاغا ضدها باسرع وقت، وسأعطيك اسم الشخص المناوب الان، وهو على علم بالامر، ......

-بلاغ، يال الفضيحة........

-بل الفضيحة لم تأتي بعد، الفضيحة ستأتي لو أن زوجك لم يتفح البلاغ...

-لن يقبل، إنه خجل...

-عليه ان يقبل، لم يعد امامه خيار........

وبدأت اشرح لها كل شيء..............



عندما يقف الانسان أمام الطوفان، يصبح شخص بقوى خارقة، يصبح انسانا حديديا، وهكذا باتت برود بمجرد ان سمعت ماقلت، اغلقت السماعة، وجرت كالريح نحو الصالون، تصرخ وهي تنزل السلالم،

-مطر، اسرع يامطر، ليزا، إنها تخطط لنشر فيلم مسجل يخصك، اسرع..

نظر الجميع نحو برود، فسارع مطر للسؤال مستغربا: وكيف علمت....؟؟

-لا يهم، المهم، ان تسارع حالا لفتح بلاغ، الأمر في غاية الخطورة المعلومات التي بحوزتي، كلها دقيقة، هل تذكر الاستشارية التي اخبرتك عنها.....؟؟

-نعم...... ما بها...؟؟

-هي اخبرتني....... صدقني معلوماتي صحيحة، اسرع هيا اسرع..

-وكيف لي أن اتأكد، ثم ماعلاقتها بالأمر......

-إنها تعمل مع الشرطة ... لديها علاقاتها، اسرع يامطر اسرع ارجوك، قبل أن يقع ما تكره........

وبدأت برود تشرح للجميع، كيف عليهم أن يعملوا في رفع بلاغهم،

سأل شقيق مطر أبو حمد: هل تأتي معنا يا ابو حمد، لعلك تنفعنا .. فنصفهم هناك يعرفونك.......

-بالطبع، أتي، ... لكني استغرب كيف علمت استشارية برود بكل هذه المعلومات، ......؟؟ غريب ..
نحن حتى الأن لم نستدل على مكان اقامة ليزا، وهي كيف علمت ، هل اخبرتك بمكانها..؟؟

-لا، لقد رفضت، قالت أنها لو اخبرتني لعلي اخبركم، فتحاولون الثار من ليزا أو قتلها، وبالتالي تلحقون الأذى بأنفسكم... هي تعلم مكان اقامتها، والشرطة ايضا على علم، ... هذا اسم الشخص الذي ستقابلونه هناك.....

-غريب.........

قال شقيق مطر مستعجلا: ليس وقت الكلام، يا ابو حمد علينا ان نسرع، فلا تعلم في أية لحظة ستباغتنا تلك الأفعى، تحرى لا حقا حول الأمر...

-نعم، نعم اعذرني... هيا بنا.......




تمر الأحداث سريعا، حينما تبدأ عقد الحياة في الانفراط، تنفرط دفعة واحدة، .. هذا موقف، جمع القلوب، هذا موقف هدأ الصدور الثائرة، ثم قضى على افعى كانت تبث سمها بخبث ودهاء...... سقطت ليزا، ... ومعاونيها، الأربعة، الذين كانوا يوزعون لها الصور في كل مكان، والذين عملوا على نسخ الصور وبثها إلى اقرباء ومعارف مطر عبر الإيميل... بينما سمحت الشرطة لمطر بالاطلاع على الأفلام، ليتأكد من أنها كلها تخصه، ثم اتلفتها، فيما صادرت الشرطة افلاما اخرى، صورتها ليزا، لرجال مختلفين، من كل مكان، تم ايضا اتلافها لا حقا، ...

واعترفت ليزا، انها كانت تصور العلاقات التي تقوم بها، عبر كاميرا صغيرة دستها في غرفتها في الفندق، إذا انها كانت تصر على جر ضحيتها إلى غرفتها الخاصة، حيث كانت الكاميرا، اشبه بحساس الحرائق، مما لم يجعل الرجال يشكون بها، ........!!!!



عولجت قضية مطر وليزا، بمنتهى السرية، والتكتم،

وهكذا تعالج قضايا الشرف في وطني، إنهم حريصون على سمعة الناس، وعلى ستر خطاياهم، فلعل الله يتوب عليهم، ويغفر لهم، من قبل ومن بعد.....

قال عليه الصلاة والسلام

( من ستر على مسلم ستر الله عليه فيالدنيا والآخر)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويكشف ستر الله عنه".


والمتأمل في الحديث يتجلى له بوضوح عدم رغبة النبي – صلى الله عليه وسلم – مفاتحة الرجل في ذنبه الذي ارتكبه بل إنه أعرض عنه، ولما انقضت الصلاة لم يبحث عنه وإنما انصرف ولحق به الرجل، وكل ذلك يدل على التأكيد على أهمية الستر وفضله.


تعلمين مطر مصدوم، لأنه كان يعتقد بأن الرجل هو من يهدد العشيقة بالفضيحة، لم يكن يتصور أن العشيقة يمكن ان تهدد عشيقها، امر مضحك بالفعل، ... هل تتعرض الكثير من النساء للابتزاز من قبل الرجال أي عشاقهم القدامى...؟؟

- نعم، الكثير، بسبب علاقاتهم القديمة فإن بعض الرجال يبتزون النساء ليعيدون العلاقة، وأذكر سيدة جاءتني في وقت الظهيرة، بينما كنت اهم بالعودة إلى منزلي، كان على كتفها رضيع يبكي، وهي متوترة، وقالت لي بأن عشيق قديم لها، تركته بمجرد زواجها، بدأ يعيد الاتصال بها، ويطالبها بأن تخرج معه كالأيام الخوالي، وأنه بعد ان كان يمارس معها الجنس الخارجي، يريد اليوم أن يمارس معها الجنس بشكل كامل بعد ان اصبحت متزوجة، فلا عذرية تخشى عليها، وكان الشاب الذي يهددها، لا يعمل، فطلب منها فوق المعاشرة، مئة ألف درهم أيضا، لكنها استلفت المبلغ لأجله، وطلبت منه ان يأخذ المال، ويتركها في حالها، لأنها لا تريد الوقوع في الرذيلة، وهي سعيدة بتوبتها....... بقي مصرا عليها اصرارا عجيبا، حتى انه بدأ يزورها في مكان عملها، ليشعرها بدنو الخطر، .... كان مركزنا في تلك الفترة قد وزع على المؤسسات والشركات، نتيجة العام، تحمل عنوان ونشاط المركز، ويبدوا أن واحدة كانت على مكتبها، تقول بينما كانت في حيرة من أمرها، لمحت اسمي على النتيجة، فاتصلت ورجت السكرتيرة التي استدعتها، ........

- ماذا فعلت لها.....؟؟

- اتصلت مباشرة بالشرطة، وشرحت لهم المشكلة، .....

- وماذا بعد، .

- طبعا قالوا بأنه لا بد من رفع بلاغ...... فأخبرتهم بحساسية الوضع، ولأني ولله الحمد مصدر ثقة لديهم، عالجوا الأمر بطريقة جادة لكن متكتمة..

- كيف.......؟؟

- اتصلوا به من هاتف الشرطة، وهددوه، وطالبوه بالابتعاد، واخبروه ان هاتفه مراقب، ثم بدؤا بالفعل في العمل على مراقبته تحسبا لأي عمل طائش منه، .... وكانت الشرطة المجتمعية في منتهى التعاون معنا.... خلال دقائق يا برود، دقائق قليلة جدا، تركت فيها عميلتي لأجري اتصالاتي، عدت لأجدها مبتسمة منشرحة ترضع رضيعها بفرح، وتقول لي ( أنا في حلم ام ماذا، اتصل بي ذلك النذل يرجوني أن ابتعد عنه، وانه لن يتعرض لي بعد اليوم، كما أنه سيعيد مالي، إنه يتوسلني بأن اسحب البلاغ، ماذا فعلتي به يا استاذة.. كيف جعلته يغير موقفه وينسحب مهرولا )

- قلت لها أن السر في الشرطة المجتمعية، إنها تتعاون مع الحالات في سرية، إن الشرطة المجتمعية وجدت لأجل هذا الغرض... فلا يصح بعد اليوم أن تتألم فتياتنا سرا، وأن يسلمن انفسهن للمبتزين خوفا من الفضيحة، عليهن بالتحرك نحو الشرطة، .. فهناك اناس تخصصوا في حماية المجتمع، من مثل هذه النماذج...

- منذ متى وأنت تعملين مع الشرطة...

- لست موظفة هناك، انا مدربة أتعاون معهم لتدريب الشرطة النسائية كما أخبرتك، ولي علاقاتي، ولله الحمد، كذلك فعملي بحاجة لهم، فالكثير من الحالات التي تفد إلي تحتاج إلى مساعدة من قبل الشرطة، ولذلك نشأت علاقة طيبة بين مكتبنا وبينهم، فهم يمدون لنا يد العون في نجدة النساء المستضعفات، بدونهم لا يمكننا عمل شيء.


وفي الشرطة يا برود عينات رائعة من البشر، على استعداد لتعمل على انقاذك، دون حتى ان تسأل عن اسمك، المهم ان يقومون على حمايتك



وهل يتعرض الكثير من الرجال للابتزاز من قبل النساء، اقصد العشيقات..؟؟

- ياااااااااه، كثير، أكثر بكثير مما تتعرض له النساء من ابتزاز، على عكس ما يتصوره الكثيرون، فإن معظم اسباب إبقاء الرجال على العلاقة مع العشيقة القديمة، هو الخوف منها على انفسهم، على مناصبهم، او سمعتهم، او أسرهم، وأعرف الكثير من القصص، ... بعضها استقيتها من ملفات القضايا التي اطلعت عليها بحكم عملي، وبعضها من عميلاتي الاتي لجأن لي لبحث علاج يخص ازواجهم، ..........
- لم أكن اتخيل أن المرأة قادرة على تهديد الرجل، كنت اعتقد ان المرأة هي أكثر ضعفا من ذلك.......
- وهذا ما يجعلها تهدد، ضعفها، إن ضعفها يقودها إلى اتباع مثل هذه الممارسات، للانتقام، او الاستمرار في الحصول على الخدمات، أذكر لك حكاية لا أفتأ أذكرها بين حين وأخر، تخص عميلة، كانت عشيقة زوجها ترسل له بصور فيها تهديد بالقتل، وليس بالفضيحة فقط، وكان خوفه على منصبه وسمعته، يمنعانه من الشكوى ضدها، وذات يوم تأخر أحد ابناءها ولم يعد من مدرسته، وبقي السائق ينتظر قرب المدرسة، وفي النهاية لم يرى الطفل، ....... جن جنون الأم، والأب، .. لكنها اعادته للبيت خلال نصف ساعة مع رسالة تهديد، ....
- معقول، هل تصل المشاكل إلى هذا الحد...
- بعضهن حينما يلحظن ضعف الضحية يتمادين، لكن حينما تحرك الرجل نحو الشرطة، وعلمت بالامر، ارسلت له ترجوه الكف عنها، حتى قبل أن يفتح بلاغه، وطالبها بترك البلد، وخلال يومين كانت قد تركت البلد، ... إن ضعف الضحية يغري المجرم دائما بالتمادي، لكن ما أن تبدأ الضحية في طلب المساعدة، حتى يهم الجاني بالهرب، والترجي....!!!
أعرف أيضا حكاية عشيقة مقرفة، مقرفة إلى حد لا يعقل، .... كانت إحدى عميلاتي تشكوا من برود زوجها وعلاقته بمطلقة مواطنة، وكانت تلك العشيقة تتصل بعميلتي كل يوم، تعطيها تقرير العلاقة الحميمة التي كانت تنشأ بينها وبين الزوج، أي تخبرها بالتفصيل كيف قضت هي وزوج عميلتي، الوقت، بالتفصيل الممل، كانت تكتب في الرسائل كلمات بذيئة جدا، تقشعر الأبدان، تقززا، ....... لكني طلبت من عميلتي أن تتجاهل تلك الرسائل طوال فترة العلاج الأولى، وبدات معها في دراسة اسباب فشل علاقتها بزوجها اولا، فوجدت انها خجولة جدا جدا، وبسيطة، ومعلوماتها عن الحياة الزوجية أقل من القليل، ....... بعد عدة شهور كانت عميلتي قد اكتسبت الخبرة، وباتت قوية، واستطاعت استعادة زوجها للفراش، والحب، والعشرة ايضا، وبات قليل الاهتمام بعشيقته السابقة، وصار مغرما بزوجته المتجددة، فجن جنون العشيقة التي كانت اصلا مجنونة، ....... فلك ان تتخيلي حجم الفضائح والمصائب التي جرتها العشيقة على الزوج والزوجة،
ووصل بها الأمر إلى التهجم على بيته، ففي مساء أحد الايام، وبينما كانت عميلتي تجلس مع زوجها يشاهدا التلفاز، في البيت، فوجئوا باقتحام العشيقة خلوتهما، وبدات تصرخ فيه، وتأمره بأن يرافقها فورا لبيتها، وإلا فسوف تفضحه امام اهله والشارع بأكمله، ...... فما كان من الزوج إلا أن انسحب خلفها بهدوء........ تخيلي..!!!
هذا الامر أثار غضب عميلتي بالطبع، وكانت قد كلمت زوجها اكثر من مرة في طلب مساعدة الشرطة، لكنه كان يخشى الفضيحة ايضا، وله معارف هناك يخشى أن يطلعوا على فضيحته، .........!!!!
في النهاية طلبت من عميلتي أن تأخذ هاتفها النقال المليء برسائل العشيقة التي تحمل الشتائم والقذف، والكلام النابي إلى الشرطة، وتفتح بلاغا ضدها، فبعد ان استعادت زوجها عاطفيا، عليها ايضا أن تتجرا على انقاذه من ضعفه... وبالفعل، بعد ان استبد بها الغضب، فعلت ما نصحتها به، وخلال يومين، تم تأديب العشيقة المجنونة، وفقدت الأمل أخيرا، ويبدوا أنها حصلت على عشيق جديد، استقر في جرحها فملأ عليها حياتها، ولا نعلم متى سيكتشف أمرها فتباغته بوجهها الأخر.......!!!



وهكذا انتهت قصتنا يارب تكون افادتكم ولاتنسونى فى دعائكم !!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة