الحلقة الخامسه



انهرت على السرير أفكر، ماذا سأفعل، .....؟؟ ....... لكني وجدت نفسي أفكر في أمر ٍ آخر، في شعور مختلف، بالغيرة، والحزن ..... وجدتني أتساءل كيف سأحتمل فراقه هذه الليلة، أحببته، ومن تلك القادرة على معرفة هذا الرجل ولا تحبه، إنه لبق، يعرف كيف يثير أحاسيس المرأة، يغازلني مطولا قبل الجماع، ويداعبني بطرق ٍ مختلفة، وعندما نتناول الطعام، يضع أمامي ألذ الأصناف، ويقطع لي اللحم ليسهل علي تناوله بالشوكة، ......
استغربت يا صديقتي كل هذا التناقض في شخصيته، فعلى الرغم من رفضه لي، عاملني برقي وشهامة، وجعلني أعتقد أنه فارس أحلامي المنتظر، وبأسلوب جعلني أعتقد أنه أحبني، ..... لكني لم أفهم، كيف يعاملني هكذا ثم يتركني ليسافر لأخرى، ......كيف، فسري لي ما فعله ......؟؟ اشرحي لي لم فعل ذلك..........؟؟
أحل الله للرجل الزواج من اثنتين وثلاث وأربع، وهيأه نفسيا وبدنيا وعقليا أيضا للقيام بهذه المهمة، لذلك فهو قادر على التعامل معهن جميعا بنفس المقدار من الحب والإهتمام في وقت واحد، دون أن يشعر بالتشتت أو العصاب، أو ينتابه القلق إزاء الأمر، فيما تصاب المرأة بالأمراض النفسية لو فعلت ذلك، ......... والحكمة في قوله تعالى:



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ))
تعود من باب خبرتي إلى حالة أخرى، وهي العشق، أو الإحترام المصحوب بالهيام، فالرجل الذي يتزوج من عدة نساء يحبهن جميعا في وقت واحد إما بتساو ٍ أو بتفاوت، لكنه إن عشق إحداهن، أصبح من الصعب عليه أن يعطي الأخريات حقهن العاطفي أو الجنسي، ..... ولهذا حذر القرآن في (( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ))







إقبال مطر الجنسي عليك يشير إلى أنه لا يعشق امرأة في ذلك الوقت، وقلبه لازال حرا طليقا، في انتظارك، إن كنت تتقنين فن التعامل مع قلوب الجنوبيين.


- الجنوبيين، وهل زوجي جنوبي،...؟؟
- أعتقد ذلك، بنسبة ثمانين بالمئة، والله أعلم، ويبقى الجزء الآخر قيد الصورة، ما فئته الدموية؟


- أو موجب.....!!!


- جيد، رجل كريم معطاء، جنوبي غربي.


- وما هي صفات الجنوبي الغربي....؟؟


- أبرز صفاته المشهورة الرومانسية، وحبه للبقاء فارس النساء، .....!!


- ماذا تقصدين بفارس النساء؟


- يحب أن يبقى مصدر إعجاب للنساء من حوله طالما لا يعشق إحداهن، ويكون ثقته بنفسه في هذه الفترة على عدد النساء من حوله.


- هذه مصيبة، ...... إن ما سأخبرك به لاحقا سيؤكد ما تقولين، آآآآآآآه لو تعلمين..


- كان بإمكانك الحصول على قلبه، قدم لك أكثر من فرصة لم تشعري بها،...


- كيف........؟؟


- عندما اتصل بك أول مرة وأخبرك أنه لا يرغب في إتمام الزواج، أخبرته ببساطة أن ظروفك الإجتماعية تمنعك من الإنسحاب،


- وهذه هي الحقيقة،


- لكنها جارحة.....


- جارحة له أم لي.


- بل له أولا، فعندما تشعرينه أنك قبلت الزواج به فقط للهرب من العنوسة فهذه إهانة كبيرة له، وأعتقد والله أعلم أن هناك من أخبره بذلك، فهل تحدثت أمام أي أحد عن الأمر؟


- لا أذكر، ......... ربما، جارتنا أم عبيد، كانت تحقد علي بعد أن رفضت ابنها، قبل سنوات، وكان قد تزوج عندما قبلت الزواج من مطر، زارتنا ذلك اليوم، وبدأت تعاتب والدتي بشي من الغيظ، إذ كيف قبلنا بمطر الذي تراه أقل شأنا بكثير من ابنها بينما لم نقبل بهم، وردت عليها والدتي بأن البنت كبرت وصار عليها أن تتزوج، وعندما انتقل الحديث إلي قلت لها رجل والسلام، أنا غير مقتنعة به، فهو لم يكمل تعليمه، ومتزوج من كافرة، ولا أعتقد أنه يليق بي، لكن ماذا أفعل يا خالة هي الفرصة الوحيدة،


- هل تعتقدين بقدرتها على نقل الكلام،


- لم لا، إنها مشهورة بذلك .... كما أذكر ........... قلت نفس الكلام في حضور زوجة أخي الأوسط، وهي أيضا تحقد علي بسبب شجار قديم،


- قد تكون إحداهن نقلت الأمر لأهله، ......... أو حتى له شخصيا، فلا يمكنك تصور خبث النساء،


- معقول........!!!


- كل شيء معقول، لو أخبرتك كيف تفعل الأخت بأختها أسوأ من ذلك، للزمت الصمت في قضاء أمور حياتك،
- هل تعتقدين أن كلامي السبب ....... لذلك طلب مني رفضه علانية،


- الجنوبي على وجه التحديد، لا يحب الزواج من امرأة لا تقدره، ولا ترغب به، مهما كان شأنه بسيطا، يحب أن يتزوج من امرأة مغرمة، أو على الأقل لديها بعض التقدير، أو حتى القبول،.....


- لكني أفسدت الأمر، عندما أخبرته أني أتزوج به للحفاظ على صورتي الاجتماعية،


- بل كنت قليلة التهذيب للأسف، فنحن نتعلم كيف نتعامل باحترام وذوق مع الغرباء، لكننا نهمل الذوق مع أهم الأشخاص في حياتنا، أولئك الذين سيعاشروننا سنوات طويلة، وقد تكون للأبد.


- لم يكن لدي خيار، ماذا كنت سأقول له، رفضه لي جرح كرامتي، ولم يخطر ببالي أن أسأله عن الأسباب، أو أتوقع وجود وشاية في الأمر،







- في كل الأحوال المرأة الذكية لا تعلق مشاعرها على شماعة المجتمع، كان بإمكانك أن تخبريه بأنك كنت سعيدة بتقدمه لك، ووافقت عليه لأنك صليت استخارة، ....... إن كنت قد فعلت، فهذا يرفع المعنويات ولا يحط من قدرك،
- وإلى أي مدى يؤثر ما حدث في حياتنا الحالية.....؟؟


- إلى المدى الذي يجعله يعاشر العديد من النساء، ويتعرف على الكثيرات ليذلك.......


- مستحيل، .......... إن ما تقولينه هو ما يحدث اليوم، لو تعلمين، فقط لو تعلمين،


- أكاد أجزم أنه يتعرف على النساء ........ بينما يتركك تتفرجين، ويحرص على جعلك مفتوحة العينين لكل ما يقوم به، ليثبت لك ما لم يستطع اثباته بالمعاملة الحميمة.


- ماذا تقصدين..........؟


- بعد الزواج، حاول التقرب منك، لكن وجودك في إطار التجربة السابقة تجربة رفضه لك حالت بينك وبين رؤية الواقع آنذاك.








- كيف..... أحيانا أشعر أنك تتحدثين في ألغاز.


- ليست ألغازا، هي معادلة بسيطة، عندما تأخر زواجك، وجاءت أمه تخطبك، كان بالنسبة لك الذليل الذي لم يجد امرأة تقبل به، وبناء على ذلك تصرفت، والأسوأ عزة نفسك، أو لنقل غرورك، الذي أصابه بمقتل عندما علم الناس قبولك به، أنت التي كان أهلك يفاخرون بك، ويتشدقون، لذلك بدأت تتحدثين عنه بالصورة التي تخفف من إحساسك بالذل،
هذه حيلة تتبعها الكثيرات، بل الكثير من الناس، فعندما نضطر ذات يوم لارتداء ثوب بال ٍ، نقول كنت على عجلة من أمري، ولم أجد غيره أمامي، بدلا من أن أقول، هذا الاستايل يعجبني، والواقع أن العبارة الثانية أفضل بكثير من الأولى لأنها ترفع معنوياتنا شخصيا، وتقنع الآخرين بما نقول غالبا،
ومن هنا كان الأجدى بك أن تقولي للجميع، إنه تجربة أحب أن أخوضها، أو هذا الرجل يعتبر بالنسبة لي تحديا، فقد عاصر الحياة في مكان مليء بالتحديات، الكثير من العبارات التي لا تضر إحساسه، ولا تجرحه كرجل، كما لا تحط من قدرك كامرأة.










- وماذا فعل هو ليشعرني برغبته بي، هو أيضا جرح إحساسي،


- بل تقدم لخطبتك، في وقت كنت فيه تعانين، إن خطبته لك في حد ذاتها تقدير، ولا يقدم رجل على خطبة امرأة لا يريدها، حتى و إن كانت أمه من قامت بذلك،


- خطبني بعد سلسلة من المحاولات،


- لكنه تقدم لك، سواء بعد سلسلة من المحاولات أو لا، ولو فكرت قليلا، لوجدت أن غيرك من الفتيات كن بانتظاره، فكم من فتاة في حارتكم كانت ترغب في الزواج،


- كان هناك كثيرات، وسمعت أن ثمة فتاة كانت ترغب به، لكنه لم يرغب بها،


- أرأيت،...... تخدعنا أحاسيسنا والمظاهر الخادعة، بينما يمكننا أن نفعل الكثير ونجني الأفضل لو فكرنا بحكمة، بقليل من الحكمة، عندما اتصل بك وطلب إنهاء الخطبة، أكدت له كم أنت متوحشة، .....


- متوحشة؟


- نعم، الرجل الجنوبي، يعتقد أن المرأة التي لا تعبر عن مشاعر الحب أو الإعجاب، متوحشة، وعندما أخبرك أنه يريد إنهاء الخطبة، ذهبت لإخباره بأنك مضطرة للإستمرار من أجل الحفاظ على موقفك الإجتماعي، وهذا رد قاتل فيه مهانة لكيانه كرجل جنوبي، فلو أخبرته بأنك ترغبين في إتمام هذا الزواج لما لديك من مشاعر له، ولأنك تعتقدين أنك قادرة على اختراق قلبه لكان رداً أكرم بكثير،


- سبحان الله، اعتقدت أن ردي هو الصح، لأنقذ كرامتي وأمنعه من السخرية مني،








- يحترم الرجل الجنوبي كثيرا المرأة التي تعبر عن مشاعرها وإعجابها نحوه، يحبها وإن كانت قبيحة، أو ذات مستوى اجتماعي متدن، أو مهما كانت عيوبها، يقدرها لأنها أحبته ذات يوم، على عكس ما تتصورين،.......... إنه لا يقدرك اليوم، ويشعر نحوك بالإشمئزاز، فأنت في نظره إنسانة مجردة من المشاعر، ويراك كغولة تلتف من حوله لتسرق سنوات شبابه، وأعز لحظات حياته، لتنجو بنفسها من كلام الناس،


- كأنك تصفين ما أراه في عينيه كلما رآني،


- كلام الناس، الذي جعلته شماعة لتضعي عليها كل احباطاتك، كانت كارثة أخرى، فرجل عاش سنوات طويلة في الخارج، لا يول ِ أية أهمية لكلام الناس، ولهذا وصفك بالرجعية، إنه لا يحترمك أيضا،
- كل هذا حدث في الأسبوع الأول،


- بل قبل الأسبوع الأول، استهانتنا باللحظات الصغيرة في الحياة غير صحي، فاللحظة مقياس نغفل عنه، ونستهتر به، بينما هي التي تحدد مدى نجاح علاقتنا، فلحظة صغيرة تتصرفين فيها بعشوائية وقلة تقدير كفيلة بتحطيم حياتك وعلاقتك الزوجية، عليك أن تكوني حكيمة، ولن أقول دقيقة، فقط تعلمي كيف تفكرين فيما تقولين، أو أصمتي،


- أخطأت كثيرا دون أن أعلم.......








- عندما فكرت أن ردودك ستحمي ماء وجهك، وأن إعلامه بأنك لم تتزوجي منه حبا فيه، بل هربا من وضع مؤلم، عندما اعتقدت أن هذا سيحمي كرامتك، كنت في الواقع تذلين نفسك أكثر، فالحب عذر جيد للإرتباط، بينما الظروف تعد في كل المجتمعات سببا مقلقا وأحيانا مهينا كسبب للزواج، بيد أننا نستصغر النساء اللاتي يتزوجن هربا من الفقر، وأنت هنا لم تختلفي عنهن هربت بالزواج من العنوسة،


- كل هذا ..... أكاد أعيد حساباتي،


- والرجل الجنوبي يا صديقتي على وجه التحديد لا يحترم المرأة التي تتزوج به لهذه الأسباب، يريدها مغرمة به، عاشقة له، لتكون كافية لمشاعره عن غيرها، بينما يتفهم الرجل الشمالي الكثير من الظروف التي تدفع المرأة للزواج، وفي كل الأحوال يحترمها، ولهذا تجدينه يتزوج بطريقة تقليدية غالبا، كما يمكنه أن يغرم بامرأة تجبر على العيش معه، ويعتبرها فرصة جيدة ليتحدى قلبها ويدفعها للوقوع في حبه، ...... بينما يرغب الرجل الجنوبي في امرأة تعجب به منذ النظرة الأولى، وتحبه وتعبر عن ذلك بكل السبل،........... معظم الرجال متعددي العلاقات من الجنوبيين إنهم يسافرون بحثا عن نساء ترضي الغرور الداخلي لهم، أو تشعرهم بالقبول،


- أولا يجد....؟


- بل يجد، الكثير من النساء مستعدات لتقديم الحب، والإعجاب له، لكنهن كالماء المالح لا يطفئن العطش، لهذا يبقى يتنقل بين العلاقات، ..... بحثا عن حب امرأة لم يحصل عليه،


- ومن هذه المرأة؟
- قد لا تكون امرأة معينة، لكنها بمواصفات معروفة تقريبا،


- ماهي.....؟؟


- يحب الرجل الجنوبي الزواج ممن تدعى بسيدة عصرها، تلك صفة بارزة لديه، لأنها مميزة وعلى المرأة التي سيحبها أن تكون مميزة،


- وكيف أصبح سيدة عصري،


- سأخبرك لاحقا،.........



والآن أكملي ما حدث بعد ذلك ........









وبينما كنت منهارة أنظر في لاشيء دخلت علي والدته مسرعة بلا استئذان: حبيبتي، الغالية ماعليج منه، خليه، دخيلج فديت عمرج، ما تخبرين أحد، بيردونه أخوانه، بيردونه، هذا الريال مسواي له عمل، جوليه حسبنا الله عليها ساحرتله، .......................))


بينما كانت تتحدث وتتعذر عما فعله ولدها دخلت شقيقته، كانت في الثامنة عشر آنذاك، وبعد أن خرجت والدتها اقتربت مني وقالت: أخي غير مسحور، إنه مغرم، ..... أو هكذا أراه، ....... .!!!


- أعلم هو أخبرني أنه مغرم بجوليا، زوجته السابقة،


- فضحكت، ....زوجته السابقة، أية زوجة!! جوليا لم تكن زوجته، كانت عشيقته فقط،









- غير معقول، وماذا عن حديث الناس، ..... وهو قال لي بأنها زوجته،


- بل هي عشيقته، ولهذا مرض والدي عندما تجرأ على إحضارها في بيتنا ليمارس معها الزنا، وعندما مرض الوالد أخرجها في شقة منفردة، بينما أخبرنا والدي أنه تاب، وسفرها بلادها، ...... لقد تحدثت معها وعلمت منها أنه متعدد العلاقات، ... وأنها واحدة من صديقاته العديدات،....هل ترغبين في الحديث إليها......


- لم أتحدث إليها.........؟؟


- لتعرفينه عن قرب، جوليا صديقته المقربة وقد تنصحك بالكثير، إنها متفهمة، تحدثت معها، ووجدت أنها متعاونه وستساعدك على فهمه، ......


- ولم أتعب نفسي، لأفهم رجلا بهذا الشكل،


- لأنه زوجك،...... وستعيشين معه طوال عمرك، أم تفكرين بالطلاق؟


نظرت لها باستغراب، هل هي جادة في مساعدتي، هذه المراهقة الصغيرة، تريد مساعدتي أم السخرية مني، قالت: هل أحضر الرقم، ......؟؟


فوجدتني أقول بلهفة: نعم، أحضريه، ............


- تعالي إلى غرفتي لنحدثها على راحتنا، ...... حتى لا تطب علينا أمي، أو مطر....


- مطر سيسافر، أو ربما سافر،


- لن يسافر، لن يسمحوا له بذلك، سيعيدونه ككل مرة، حتى جوازه تم مصادرته ...... ( وابتسمت بطريقة أثارت القشعريرة في جسدي، كأنها تنتظر ابتسامتي، ......... فرحت عندما تأكدت أني أرغب في بقائه)


- هل حاول السفر من قبل؟


- كل أسبوع يحاول، ........ لا يطيق البقاء في البلد، يقول إنه يختنق هنا، تعود على شم الزهور والعيش في الهواء الطلق، .......


- أها.....


- تعالي غرفتي بسرعة فالوقت من ذهب، .......


- نعم.









وذهبت معها إلى غرفتها، ولم أدرك ماهذه القوة التي حركتني، وهذه الحماسة التي دفعتني للقيام بهذه الخطوة،
قالت مي شقيقة مطر: ألو كيف حالك يا جوليا، اعتذر لأني لم أرد عليك البارحة، معي مفاجأة زوجة مطر إلى جواري، ستتحدث معك،


قلت: ألو...... كيف حالك يا جوليا .


- بخير، كيف حالك أنت، .........


- بخير، ( وبقيت صامتة لا أعرف ماذا أقول)


- مبروك زواجك من مطر، مطر رجل ممتاز، سيسعدك، لا تملك امرأة إلا أن تعجب به،


- شكرا.


- كنت أريد التحدث معك عنه قليلا، فسعادة مطر تهمني، وأتمنى أن تسعديه، لقد أحببت مطر كثيرا، وعشت معه كزوجين لمدة طويلة 10 سنوات ربما، أو أكثر،


- هل تزوجتما..؟؟


- لا لم نتزوج، كنت أرغب به زوجا، فرفضني في أكثر من مرة، يقول بأنه لن يتزوج إلا من امرأة مسلمة، وعندما فكرت في أن أسلم، قال بأنه سيساعدني لكنه أيضا لن يتزوجني، لأني عاشرت غيره من الرجال، مع أني لم أعاشر سواه بعد أن تعرفت عليه،


- هل أحبك،......؟؟


- لا أعتقد، أنا أحببته، مطر لم يحب أحدا من النساء، كان يتجول بينهن، وكم من مرة خانني، إنه على علاقة بالعديد من النساء حول العالم، فاحذري، يمكنك أن تتخلصي منهن إن استطعت،


- كيف..؟؟


- لا أعرف، لكن مطر يشعر بالضياع، ولديه فراغ في قلبه، ..... أشعر أنه يبحث عن شيء ما، لا أفهم ماهو، صدقيني، مطر رجل رائع، لكنه يعاني من مشاكل،


- مثل ماذا.......؟؟


- يبحث عن التقدير لا يثق في نفسه كفاية،.... دلليله إنه يحب التدليل، .....!!



وفجأة دخلت والدته علينا: (( ميوه، حسبنا الله عليج، ما توبين، كم مرة قلت لج لا تكلمين هالساحرة، حسيبج الله، يايبة مرت أخوج تكلمها، أنت مينونه جيه))










فأغلقت السماعة في وجهها، وأنا أرى أم مطر تشد مي نحوها، وتأخذها خارج الغرفه، ثم تقترب مني وتقول: يا بنتي يا حبيبتي، أنت كاملة مكملة، لا ينقصك شي، ماشاء الله عليك، تستطيعين بأسلوبك أن تخطفي قلبه، وأنصحك بأن لا تخبري أحدا بما حدث، فالناس ليس لها إلا الشماتة، وقد بت واحدة منا، فلا تشمتي الناس بنا.........!!!
اختلطت مشاعري فى تلك اللحظة، ووجدتني أفكر في كلامها، حدثتني بصوت يصرخ بحبه، كم تحبه هذه الجوليا، أحبته ولم يحبها، وهي تعلم ذلك، .... انتظرت خروج عمتي بفارغ الصبر ففي حلقي سؤال أريد أن أطرحه عليها، علي أفهم، بت أرغب في فهم دوافعها أكثر من رغبتي في فهم مطر،








- أهلا جوليا، في محادثتنا السابقة شيء لم أفهمه، ذكرت أنه لم يحببك، فكيف علمت بذلك؟
- لأنه كان يخونني على الدوام، إنه مستعد طوال الوقت ليدخل علاقة نسائية جديدة.
- لم لا يحبك إن كنت صديقته كل تلك الفترة.......؟؟
- كنت صديقته المقربة، يمكنك أن تفهمي معنى الصداقة التي جمعتنا، فأنت امرأة بالغة، جمعتنا الظروف والحاجات، والإهتمامات والأفكار، وأحببته كثيرا، إلى درجة أني قدمت له كل ما يريد من دعم وتنازلات، لكني اكتشفت أني لا أحقق طموحه كرجل ٍشرقي.
- وما الذي دفعك للحديث معي حول الأمر.........
- أردت مساعدتك فقط، يمكنني أن أصف لك الكثير عن حياته، لأساعدك على فهمه، ....
صمت قليلا وأنا أسمع كلمات أخرى لم تنطقها، فجوليا يا صديقتي لا تريد مساعدتي، إنها ترغب في التعرف على تفاصيل حياتنا، ترغب في تتبع أخباره، تريد أن تعرف كيف سيعامل زوجته، وكيف سيتصرف معها بعد أن تخلى عنها، أدركت ذلك بنفسي، من الواضح أنها لم تكن سوى متعة جنسية، لم يحبها، ولم يعجب بها، كانت تلبي له حاجته الجنسية فقط،



- برود، هل أنت معي.
- نعم،
- كنت أحدثك عن أسلوبه، هل .................
- عفوا جوليا، لدي عمل الآن أشكرك، مع السلامة،









ثم اتجهت إلى مي، .......... : أطلب منك وبرجاء عدم الإتصال بجوليا، إن كنت حريصة على مصلحة مطر.
- أنا لا أتصل بها، هي من تتصل على الدوام،
- إن لم تشجعيها لن تتصل، لا تردي عليها، إنها ماكرة بالفعل،
- وماذا تريد...؟؟
- تريد الفشل لمطر في علاقته الزوجية ليعود لها،
- معقول، ......
- تتوقعين امرأة أحبت رجلا، لعشر سنوات تتنازل عنه بهذه السهولة؟
- صحيح، اعتقدت أنها ستساعدك في فهمه،
- لا أحتاج لمساعدتها،
- مطر في المجلس، لم يستطع السفر.
- الحمد لله.









_ تحليلك صحيح، فعلى ما يبدو أن جوليا، تتبعت مطر طوال العشر سنوات، كانت تحيط به، وتحاول إفشال كل علاقة حب يمر بها، كانت تتعرف إلى صديقاته الجدد وتتخلص منهن بطريقتها، إنها تحبه، وترغب في استعادته في كل مرة، وظنت أنك كغيرك من النساء، كانت تدافع عن حبها وحبيبها، .......


أكملي



مر المساء ثقيلا لم أر فيه أحداً، وعند منتصف الليل، دخل مطر بهدوء، وسمعته وهو يغتسل في الحمام، ثم يندس عاريا تحت الفراش، عادته في النوم، عادة أظنه اكتسبها في الغرب، لكنه لم يحاول لمسي، واستغرق في النوم سريعا،








مضت الأيام التالية بشكل عادي جدا، لكني بدأت أشعر بمشاعر الحب تنمو في قلبي تجاهه، شيء غريب حقا، أن نحب هكذا، بلا مقدمات، ونحب بلا عوامل واضحة، أحببته بشيء من الشغف، أصبحت أراقبه، وهو يأكل وهو يرتدي ملابسه، وهو يتحدث، بدأت أرى مالم أره من قبل، فزوجي بالفعل رجل شديد الجاذبية،


عاملني مطر ببرود شديد، ولم يبد نحوي أي نوع من الاهتمام، وشعرت بالحيرة، بدأت أثير انتباهه بزينتي، في البداية بدا مهتما قليلا، لكن مع الأيام شعرت بالملل، وبدأت أكره الزينة، حتى أني صرت أنفر من الجماع، مما أساء الأحوال أكثر وبات يعاملني بقسوة ويتجاهلني، شكل كل ذلك ضغطا رهيبا على قلبي، لا تعلمين إلى أي حد،








- ما رأيك لو نخرج لتناول العشاء.
- تتناولين العشاء في الخارج؟
- نعم، هل من مشكلة؟
- لا، لكني لا أعرف مكانا مناسبا هنا.
- غريبة ألست تخرج كل يوم بصحبة الرفاق لتناول الطعام في الخارج، .........؟
- ليس كل مكان أخرج إليه يناسبك،
- كيف؟
- نحن نخرج إلى أماكن لا تناسب العوائل،
- جد مكانا يناسبنا،
- اقترحي،
- لا أعرف لم يسبق لي الخروج لأماكن عائلية، لست أعرف شيئا على وجه التحديد.
- إذا ابقي في البيت،
- كريه.








نظرت إليه بحزن، وسحبت كتابا كنت اقرأ فيه من تحت الوسادة، وفتحته بعصبية وصرت أقرأ، شعرت أنه بدأ يحدق بي،



- ماذا تقصدين بكلمة كريه، ..........
- .................
- يبدو أنك لم تحصلي على كفايتك من التأديب في بيت أهلك،
- لا تتحدث عن أهلي، أنت آخر من يتحدث عن الأدب
- سأكسر وجهك بقبضتي إن تماديت،
- حاول، وأنا سأريك من أكون،
- هل تتحديني، هل تجرئين....؟؟؟
واندفعت إلى الخارج هربا من عصبيته، لكنه مد يده وأمسك بي، فصرخت في وجهه: اتركنننننننييييييييييي، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أدوخ، والدنيا تلف من حولي وكدت أسقط، فأمسك بي، ثم أخذني نحو السرير: مابك.........؟؟
لم أستطع الرد عليه، فقد بدأت أفقد وعيي، ثم فقدته، .................










استيقظت لأجد عمتي إلى جواري، وهو يقف بعيدا عن السرير، ينظر لي بقلق، قالت عمتي: بسم الله عليك، يبدو أنك حاملا، متى كان آخر موعد للدورة،........... قلت :لم أرها منذ تزوجت،
قالت: ماشاء الله، يبدو أنك حامل، ألاحظ هذه الأيام عدم رغبتك في الطعام،........ حبيبتي، الله يتمم لك بالخير،
ونظرت نحو مطر الذي بدا منتشيا سعيدا وقالت: مبروك يا مطر، يالله فديتك خذنا الطبيب خلنا نتأكد ونطمن عليها،



ثم ساعدتني لأقف،......... وأسرع مطر لمساعدتنا، ............
عندما خرجنا من عند الطبيبة أسرعت عمتي لزف النبأ السعيد لمطر، فقد تأكد حملي، ومطر الذي بدا سعيدا، لم يستطع إخفاء ابتسامته عني، شعرت في تلك اللحظات بأني أميرته المتوجة على عرش قلبه لأول مرة في حياتي، سار أمامنا دون أن يحاول مساندتي، لكنه فتح لي باب السيارة، وساعدني على الركوب، ......
قالت عمتي: الرجل لا يعلم كيف تشعر المرأة الحامل، لأنه لا يحمل ولا يلد، المرأة في هذه الظروف تحتاج لتغيير الجو، خذها لتتناول الطعام في الخارج، فالطفل بحاجة للغذاء.
رد عليها مطر بحذر: أين نذهب، ........؟؟










قالت: هناك أماكن كثيرة، خذها شاميات، مطعم جميل، وعائلي، كم من مرة عزمونا أخوتك هناك، ....
قال لها بحماس واضح : إذا هل نذهب الآن إلى شاميات.
ردت بخجل: لا.. أعدني الآن إلى البيت، ثم خذها واذهبا، فأنا متعشية ولله الحمد ولا أشعر بالجوع، اذهبا وحدكما.
قال بعد أن خطفني بنظرة: ما رأيك هل لديك القدرة على الذهاب للمطعم؟
قلت : نعم، .......... أشعر بالجوع الشديد.


وفكرت في نفسي، لم َ لم يقبل أن يأخذني إلى المطعم عندما طلبت منه، هل كان على أمه أن تطلب منه ذلك، ألهذه الدرجة لا يحترم رأيي، ولا يقدر طلباتي، .........
ما رأيك فيما حدث ياصديقتي..........؟

.....................وللحديث بقية انتظروني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة